حقوق الطفل في العالم العربي
د. لطيفة حسين الكندري
قضاء حوائج الطفل والسعي والسهر من اجل اسعاد الاطفال من اعظم الاعمال. ومن المؤكد ان كل الدول بدأت تنشط العناية بحقوق الطفل، ولكن شوطا طويلا نحتاج الى ان نقطعه نحو حماية ورعاية عالم الطفل على الصعيدين النظري والعملي. لهذا تنشط في عالمنا العربي المؤتمرات وورش العمل والدراسات الاكاديمية سعيا الى تذليل الصعاب في هذا البلد.
ومن الواضح للراصد للاوضاع العربية والعالمية ان العناية ببقاء ونماء الاطفال اصبحت مسؤولية اسرية ومدرسية ووطنية، وبدأت جهات المراقبة الشعبية عبر مؤسسات اهلية تساهم في مراقبة حقوق الطفل Child's Rights Monitor، مما يعني ان الدولة – مهما بذلت – فلن تستطيع ان تحقق اسهاما مرموقا في رعاية حقوق الانسان عموما والطفل على وجه الخصوص الا بالتنسيق والتكامل مع الجهات الشعبية من جهة، والدولية من جهة اخرى، لتحسين الحياة المعيشية للصغار في كل المجتمعات.
ومن الحقائق الجلية في حقوق الانسان في عالمنا العربي ان محاولات مهمة تبذلها الحكومات والهيئات الاهلية من اجل الوفاء بحقوق الطفل، ولكن الامر يتطلب المزيد من العمل المؤسسي على المستويين الرسمي والاهلي. فما زال الاهمال والتقصير والحرمان متفشيا في رعاية الطفل العربي صحيا وثقافيا وتشريعيا، وما زال الطفل في فلسطين والعراق يفتقد حق الامن، فضلا عن حق الحياة الكريمة، كما ان الفقر يهدد شريحة غير قليلة من اطفالنا في وطننا العربي، مما يدفعهم نحو العمل الذي لا يتوافق مع سنهم وطاقاتهم ويدفعهم في نهاية المطاف الى ترك مقاعد الدراسة من اجل توفير لقمة العيش.
وبشكل سريع يمكن الاشارة الى طائفة من المشكلات التي تواجه الطفل العربي. من مثل عمالة الاطفال، التحرش الجنسي، الامية، ضياع الهوية الوطنية للاطفال، وتأثير المربيات الاجنبيات، الحروب والنزاعات المسلحة. ومن التحديات التي تواجه الطفل العربي، معضلة تزايد الطلاق والتفكك الاسري وانعكاساته الخطيرة على الناشئة كما ان الاسرة تحتاج الى القضاء على الاسلوب التسلطي المستبد في الاسرة والدولة وتبني نمط التنشئة القائم على الشورى ونبذ التسلط الذكوري الذي تجذر عبر القرون في العقلية العربية التقليدية.